.
كَمْ داعَبْتُ قيثارَتِي بِأَنامِلِي *** فِيغَازِلُ لَحَّنَهَا الأَسْماع وُرِدّا
أطْرِب بِصَحْبي واللّيل ينْجَلي ** وَأَنْشُدُ أَمَانيهُم جَمْعًا و فَرْدا
تَمْضي اللَّيَالِي نَتَغَنّي أَوْطَانُنَا ** بِحُلْمٍ أَجْهَضَهُ فِينَا اَلْمُسْتَبِدّا
وَلَمّا أَسْتَغَاثتْ جُرْجُرَة مِمَّا جَرَى ** فَصُيَّرَتْ أَقْوالُنا أَفْعالُ مَجْدا
وَلَقَدْ غَدَوْتُ غَداتَ فَرَّ أَهْلُها *** وَلَمْ ارَى مِنْ نِزَالِ الشُّهُبِ بُدَا
كُلُّ إِمْرِئٍ يَوْمَئِذًا يَجْري إِلَى *** نَارِ اَلْغَضًّا ، مُقْبِلًا بِمَا إِسْتَعْدَا
فَتَلاحَمَتْ أَجْسادُنا وَ قُلوبَنا *** وَتَشَابَكَتْ ازِّنادُنا زَنْدًا بِزَنْدَا
وَبَدَت جرجرة يومها مِنْ نَارِهَا ** كَلَهيبِ شَمْسِ السَّماءِ إِذَا تَبَدَّى
وَلَوْ رَأَيْتُمْ لَما أَحَاطَ بِهِمْ اللَّهَب ** فكان صَدَرَهُ بَيْنَهُمْ وَ النّارِ سَدًّا
أَبْلَى يومها كما لم يُبْلي أحَدْ *** لولا أَنْ رَاوَدَهُ الأَوْغادُ بِقَيْدا
ولمّا جَاءَ مِنْ زَعَمُوا الأَمْنَ لَهُ ** فَخْذَلُوهُ بِزيِّهِمْ بَلْ زَادُوه نَكدا
وَمَا الأَمْنُ ماَلَّمْ يُؤْمِنْ رَّوْعاتِنا ** أَوْ يَقْطَعُوا دابِرَ كُلِّ مِنْ تَعَدَّى
وَقَالَتْ عَجوزٌ لمّا نَذَرُوا دَمِي ** حَرْقُوهُ اليَوْمَ كَمَا أُحْرِقْنا عَمْدًا
لَيْتَ شَعْري يُعَلِّمُ النّاسَ أَنَّنِي *** بَرِيءٌ ، وَمَا عَهِدُتْ لِلشَّرِّ عَهْدًا
هُمْ كَاَلْضِّباعِ اَلَّتِي لَاتَقْوَى عَلَى * نَزالِ الهِزَبْر إِنْ لَمْ تُخاتِلْهُ فَرْدًا
كُلُّ ظَلومٍ يَظْلِمُ النّاسَ يَنْدَثِر ** وَكُلُّ مَظْلومٍ يَزِدُهُ المَوْتُ خُلَدًا
وصُفوني ظُلْمًا بِمَا لَمْ يُنْعَتْ بِهِ *** آبَائِهِمْ ، أَوْ كَأَنِّي وُلِدْتُ عَبْدا
الأَوْغادُ هُمْ ، وَلَوْلَا سَراويلُهُمْ *** لَقَطَعَتَ يَمِينًا أَنَّهُمْ أَبْناءُ قِرْدا
وَحَاشَى اَلْقِرْد أَنْ يَكونَ مِثْلُهُمْ ** أَوْ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ نُذَلًا وَوَغْدا
هُمْ بُرّادٌ دَمِاً إِنْ كَانَ فِيهم دَمٌ ** قَتَلوا الضَّيْفَ لَما أَتَاهم بِنَجْدَة
أخبروهم كيف يخلد الشهيد ** وَإِنْ بَدَى لَكُمْ جُثمانَه قَدْ تَرَدَّى
وَسَيْفُ الشَّهيدِ سَيَظَلُّ مُرَوِّعًا ** سَلَلْتَ فَأَعْلَمْ ، أَمْ وَارِيَتَ غِمْدًا
.Argaz.
.
Commentaire