Annonce

Réduire
Aucune annonce.

فلسفة الثّعبان المقدّس - la philosophie du serpent sacré -Abou el Kacem el Chebbi

Réduire
X
 
  • Filtre
  • Heure
  • Afficher
Tout nettoyer
nouveaux messages

  • فلسفة الثّعبان المقدّس - la philosophie du serpent sacré -Abou el Kacem el Chebbi

    كان الرّبيعُ الحيُّ روحـــا حالمــا *** غضّ الشّبـــاب معطر الجلبــابِ
    يمـــشي على الدّنيا بفكرة شــاعــرٍ *** ويطوفــها فـي مـوكبٍ خــلاّبِ
    والأُفقُ يمــلأه الحنــان كــــأنّـــــه *** قلـــب الوجــود المنتـج الوهـابِ
    والكــون من طهر الحيــاة كـأنّــما *** هوَ معـــبدٌ والغـاب كالمحــرابِ
    والشّاعرُ الشّحرورُ يرقص منشدًا * للشّمس فـوق الـورد والأعشـابِ
    شعْـرَ السّعـادة والسّـلام ونفسـهُ *** سَـكْـــرَى بـسِحــر العـاـم الخـلاّبِ

    ورآه ثعـــبانُ الجبــال فغَـمّـــــه *** مــا فيـه مــن مرحٍ وفيـض شبـابِ
    وانقــضّ مضطـغنـًــا كــأنّـــــه *** ســوطُ القــضـاء ولعنــةُ الأربــابِ

    بُغتَ الشقيُّ فصاح في هول القضا *** متلـفـتـًــا للـصّــائــل المنتــــابِ
    وتَـدَفَّقَ المسكيــنُ يصرخُ ثـائــرًا: *** مـاذا جـنـيـتُ أنا فحـقَ عــقــابي
    لا شـــيء إلاّ أنّـنـــي مـتــغــــزّلٌ *** بالكـــائنات مغــردٌ فــي غابــــي
    ألقـى من الدّنـيــا حنانــا طاهــــرا *** وأبثهـــا نجــوى المحـب الصابي
    أيعـــدّ هـذا في الـوجـود جريمــةً؟ *** أين العدالـة يا رفــاق شبـابـي ؟

    لا “أين؟” فالشّرع المقدّس ها هنا *** رأيُ القـوي وفـكـــرةُ الغَـــــــلاّبِ
    وسعادة الضعفـاء جــرمٌ ما لــــه *** عنـد القـــــوي سوى أشـــدّ عقـابِ!
    ولتشهــــد الدّنيـــا الّتــي غنـيّتـهـا *** حلـم الشّـــباب وروعــة الإعجـابِ
    “أنّ السّـــلام حقيقــــةٌ مكذوبــــةٌ *** والعـــدل فلســفة اللّهيب الخــــابي”
    “لا عدلَ إلاّ أن تعادلـــت القوى *** وتصـــــادم الإرهــــابُ بالإرهـابِ”

    فتبسم الثّعبــان بســـمة هـــازيء *** وأجـاب في ســمت وفـرط كــذابِ :
    “يا أيّها الغِـــر المثرثر إنّـنـــي *** أرثـــــى لثـــــورة جهـلـك الثّـــلابِ”
    “والغـرُّ يعـذره الحكيم إذا طغى *** جهــلُ الصِّــبــا في قلـــبه الوثّــابِ”
    “فـاكبج عواطفك الجوامحَ إنّهـا *** شـردتْ بلُـبِّـكَ واستمـــع لخطـابي”
    “إنّـــي إلــهٌ طالما عبد الـورى *** ظـلِّــي وخــافــوا لعـنتــي وعــقـابي”
    “وتقــدَّمــوا لى بالضحايا منهمُ *** فَـــرِحـــيــن شــأن العـابـــد الأوّاب”
    “وسـعادةُ النّفـسِ التقــيَّــة أنَّهــا *** يــــومــًا تــكــون ضحــيّة الأرباب”
    “فتصيرفي روح الألوهة بضعة *** قُـدُسِـيِّة خــلصــت مــن الأوشـاب”
    “أفـلا يسرّك أن تكون ضحيتـي *** فتحــلُ فـي لحـمي وفــي أعصابـي”
    “وتكون عزمًا في دمي وتوهّجا *** فـــي ناظريَّ وحــدةً فــي نــــابــي”
    “وتذوب في روحي الّتي لا تنتهي *** وتصيـرَ بعـضَ ألوهـتـي وشبابي”
    “إنّي أردتُ لك الخلـــود مؤلهـــاً *** في روحي الباقـي علــى الأحـقـاب”
    فكِّــرْ لتــدرك مـا أريـــــد وإنّه *** أسمـــى من العيـــش القصيـر النّابي “

    ”فأجابه الشّحرورُ في غصــص الرّدى *** والموت يخنقه :إليـك جوابي :“
    ”لا أرى للحـــقّ الضعيـــف ولا صــدى *** والـرَّأي رأي القاهـر الغلاّب “
    ”فافـعـــل مشيئتك الّتي قــــد شئتهــا *** وارحم جلالـك من سماعِ خطابي”

    وكذاك تتّــخـــذ المظـــالــم منطـــقا *** عذبًـــــا لتخـــفــى ســوءةَ الآراب
    وقد طوَّفتُ في الآفاق حتى رضيتُ من الغنيمة بالإيابِ
Chargement...
X