إن أهل المغرب الأقصى لما أرغمناهم بالخروج من بلادنا، وانتزعنا من أيديهم إرث آبائنا وأجدادنا، وعاهدناهم على قطع المفاتنات، وصالحناهم على الموالاة والمحاسنة، لم تزد نفوسهم إلا شحذا، ولا حركاتهم إلا أذى، ثم اتفقوا على نقض العهود، وتمادوا على حقد الآباء والجدود، ألا نعقد معهم صلحا إلا نقضوه، ولا نوليهم صلحا إلا رفضوه، ولا نوافقهم على الكفِّ عن شيء تعرضوه، إلى أن تبيَّن لنا أن غاية مطلوبهم الفِتن، وأن التردد إليهم من المحن، وأن أظهرت ظواهرهم الموالاة، فإنما حشوها الحقد والنكايات. وعندما تواتر شرهم وتبيَّن غدرهم وقل خيرهم، أخذناهم بالمحاولات، فلم تنفعفيهم في كل الحالات، ومتى أردنا تسكينا ومهادا، أبدلوه هرجا ونكادا
أبو حمو موسى الثاني ملك الدولة الزياني
واسطة السلوك في سياسة الملوك
(الباب الثاني، الفصل الثاني
القسم الرابع من قاعدة السياسة
(الباب الثاني، الفصل الثاني
القسم الرابع من قاعدة السياسة